07‏/04‏/2011

يـا شـيـخـنـا الـبـوطـي


يا شيخنا البوطي

في خطبة الخلافة خطب أبو بكر رضي الله عنه  في عامّة النّاس فقال: "إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني" فلم يطلب التقويم والاعانة ممّن هم في سويته العلمية أو بمنزلته ولكن من عامّة الناس على حد سواء. ونحن شبابٌ ملأت نفوسُنا الحيرةُ من أفعالك واقوالك كما مُلئت من قبل حبّاً واحتراماً لك ولعلمك. فعلّك توضّح لنا فنُبصر مالا نُبصر فنعتذر، أو نقوّمك فتُبصر مالا تُبصر فتعتذر. والنصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.


يا شيخنا البوطي

وأنا أرى حميّتك وغيرتك تثور لقرار وزير التربية بفصل المنقبات من سلك التعليم ولبثّ مسلسل بوجهة نظر معينة عن بعض المتدينات فرحت تطالب الفضائيات بمقاطعته تصيبني الدهشة، أهي الغيرة على نساء المسلمين والحمية لأعراضهم؟! فأين هي حميتك وغيرتك وغضبك وشهامتك عندما تمّ حبس صبية بعمر الزهور أنا وأنت والقارىء بغنى عن ذكر اسمها فاتهامها في شرفها ما زال ماثلا في أذهاننا، وكل منّا يرى فيها أختا أو ابنة. أم أن رؤيتك التي لا تكذب بأن غضب الله معلقٌ بين السماء والأرض لا تُرى إلا بتصريح أمنيّ!

يا شيخنا البوطي

بامكانك أن تصّرح بما تشاء ومتى تشاء، ولكن ما يحزّ في قلوبنا أن نراك وقد وقفت بنعليك على جثث الشهداء لتخبرنا بأنهم قد قضوا نحبهم وسالت دماءهم ليساعدوك في تحقيق نبوءتك في حربك الشخصية ضد نجدة اسماعيل أنزور وليعيدوا بضعة مئات من المنقبات إلى وظائهفن. وكأن الوطن لا همّ له إلا هذه الجزئية واختزلت فيك وبذاتك كل الأديان والمذاهب والطوائف والمعتقدات في هذا الوطن، وجعلت مطالب الكلّ هي مطالبك ومطالب من يلوذ بك ويشاطروك اجتهاداتك الشخصية بأضيق تفاصيلها...

يا شيخنا البوطي

لم أفهم حكمتك من زفّ البشرى  بعودة المنقبات إلى عملهن، أهو حب الخير لنساء المسلمين والمحرومين من حقوقهم والمظلومين؟ اذا أما كان حريّا بك أيضا أن تفرح وتزفّ بشرى قرار تشكيل لجنة لدراسة حل مشكلة إحصاء عام 1962 في محافظة الحسكة لبني جلدتك من الأكراد، فعدد النساء المحرومين من العمل في وظائف الدولة منهن يفوق أكثر بخمسين مرة عدد المنقبات اللائي حرمن من عملهن. أم أنّ البشرى والشكوى تجد طريقها إلى منبرك أحيانا وتتوه أحيانا أخرى!

يا شيخنا البوطي

أحترم كل الأخوات المنقبات وأجلهنّ ولا أرضَ أن يأسرَ أحدٌ ما حريتهنّ في اللباس أو العمل، ولكن كفاك تصغيرا لهموم هذا الوطن. انا مواطن مسلم عادي، لا أر الغيب ولا أملك الجرأة أن أتبرّأ من أحد باسم "سورية" كما تبرّأت أنت من أحد المخرجين وأتردد كل صباح وفي وضع قائمة حاجياتي من البقالة أكثر ممّا ترددت أنت في تلخيص مطالب 23 مليون مواطن ومواطنة بل انني حتى لا أرى في صحوي وقمّة تركيزي ما تراه أنت في منامك وما حدثتنا عنه من رؤياك. أكنّ أجلّ الاحترام لنتاجك الفكري العظيم، وأياديك البيضاء في هذا البلد كثيرة. ولكننا جيل مختلف، مللنا أن ينظّر علينا أحد، ننتقد من شئنا ونرفض ما شئنا ونعتنق أفكاراً ولا نقدّس أشخاصا. وأرجو أن لا تكون قد أغمضت عينيك عن أخبار مصر كما أغمضتهما عن أخبار سورية، أرجو أن تكون قد رأيت على الأقل ما حصل مثلا في ميدان التحرير، هذا جيل يصرخ في وجه جميع من يحاول مصادرة حقوقه، أو الاستهزاء بعقله، أو مخطابته من أعلى... ولست استثناءً

يا شيخنا البوطي

الآن وقد أعادت وزارة التربية عددا من المنقبات (أقل من عدد الشهداء إلى يومنا هذا) أرجو أن تكون قد ابتهجت سريرتك وهدأت حميتك، وأرجو أن يكون الغضب الرباني المعلق بين السماء والأرض (والذي حتى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم يرَ مثيلا له) قد ذهب، وبناءً على نبوءتك فإننا نتوقع موسما مليئا بالأمطار، ومستقبلا مليئا بالخيرات، وإن كنت أودّ أن أذكّرك، بأن أولئك الذين استطاعوا أن يعيدوا المنقّبات إلى عملهن ويوقفوا "غضب الله"، هم نفسهم من نعتّهم وحدك وعلى مسؤوليتك الشخصية بمن "لا تعرف جباههم السجود" في حين أقرّ الاعلام السوري مطالبهم المشروعة بعد عدّة أيام... وأرجو أن توضح لنا دور العلماء والخطباء في بلادنا، فقد كنت أرجو لو أنك عندما رأيتهم ذهبت إليهم وحدّثتهم، فإن كانوا مسيئين نصحتهم وإن كانوا محسنين آزرتهم، قبل أن تتوجه إلى الاعلام لتصفهم لنا فهذه مهمّة الصحفيين. 

يا شيخنا البوطي

أرجو أن لا يتحوّل رجال الدين في بلادنا كرجال الدين في أوربة في العصور الوسطى، يخاطبون الناس وكأنهم ظل الله على الأرض، يحرقون كل من خالفهم ويرفضون كل من ناقشهم أو أتى بجديد، حتى رُفضوا من كل المجتمع وكانوا عقبة في وجه الحضارة ولا يرتجى خيرٌ قبل ازالتها... فكان ما كان



من عامّة المسلمين
إبراهيم الأصيل








25‏/03‏/2011

ابـنـتـي .. وحـلـمٌ سـوريّ ..عربيّ



سألتهُ مرّة عن شعوره يوم سقوط القدس الشرقية عام 1967، كيف تلقّى الخبر، كيف استطاع أن يتنفّس في ذلك اليوم، حدّثني أنه خرج يومها يركض في الشوارع تجاه الحدود .. حتى انهار على الارض تعبا وانهاكا وضياعا. وجاء يوم سقوط بغداد، حينها علمت أنك بعد بعض الأحزان تتنفس، ولكن لا تتنفس إلا الأسى. وبقيت أتخوف أن يأتي يوم يسألني فيه أبنائي أو أحفادي أسئلة مشابهة، وكثير منّا تبادل الأحاديث مع أصدقائه عن مغزى ظلمنا لأبناءٍ عربٍ نسلّمهم حياة تكاد تكون من ذلها جحيما. ولكنني اليوم أعيش حياة مختلفة، وأتنقس هواءً مختلفا أثّـر حتى على أحلامي، فأغمضت عينيّ وأبحرتُ معها ...

رأيتُ ابنتي الصّغرى في صباح أحد الأيام تأتي إليّ وفي يدها قارئة كتب الكترونية مطبوع عليها اسم شركة عربية، لم أتبيّن اسمها تماما فلم يفاجئني ذلك، وتوقعت أن تكون احدى الشركات الأردنية، ولكن عندما وضعتها على الطاولة وأشارت إلى عنوان الكتاب المدرسي فيها أيقظت ذكريات عميقة لا تعود للسطح دون أن ترسمَ على الوجه بسمة وأن تنثرَ في العينِ دمعة. عنوان الكتاب مكتوب بخط عربي ولكنه ليس كالخطوط التي اعتدنا قراءتها في مدارسنا ... تاريخ نهضة العرب ... وألمح في عينيها الحبيبتينِ شغفا وتطلعا وتسألني، أبي أتذكرُ ثورة مصر؟ حدثني كيف كنتم تتابعون أخبارها حينها؟ حدثني كيف تلقّيتم أخبار شهداء طرابلس؟ حدثني ماذا فعلت عندما هرب ابن علي؟  هل حقا كان المسيحيون يحمون المسلمين في صلاتهم في ميدان التحرير؟ حدّثني عن درعا ....

حينها حدّثتها كم دمعت عيوننا وحارت ظنوننا... كيف كنّا نتابع الاخبار فتعلوا عليها دقات قلوبنا... كيف كنا ننتقل من محطة إلى أخرى .. ومن موقع إلى آخر .. نستقي الأخبار كالعطشى فلا تروي أملنا وفضولنا ... كيف خانت الدنيا وما خنّا، كيف هانت وما هنّا، كيف استيقظنا فقمنا، فهززنا الأرض وأيقنت الأممُ أنّنا عُدنا...  كيف في حبّ أوطاننا ذبنا فحلُمنا ... وأمِلنا فعملنا... كيف كنّا ... وكيف صرنا ...

ويطولُ حديثنا، فأقرّر أن أوصلها إلى مدرستها لنكمل ما بدأناه ... تستأذنني عدة دقائق لتسلّم على صديقتها التي تقوم بالمشاركة في حملة تطوعية لتنظيف الحي  وهي ابنة "سوريّة" لأم "سوريّة" وأبٍ أجنبي! وننطلق فنمرُّ في شوارع مدينة يقالُ بأنّ العالم يرقب قراراتها التي تهزه شرقا وغربا، دمشق .... عاصمة الاتحاد العربي لهذا العام ومقر محكمة العدل العربية، ونضطر لدخول بعض الازدحام نتيجة اعمال صيانة مجرى نهر بردى فأفتح زجاج النافذة لأسمع صوته دفّاقا .. تماما كهممنا وعزائمنا، ونتابع طريقنا لمدرستها مرورا بعقدة محمد كرد علي، أو كما تحب أن تدعوها ابنتي عقدة "جين" (وتعني الحياة بالكردية)، فنعبرها بسلاسة لنصل لمدينة الحدائق السكنية، وهو مشروع سكنيّ رائع التنظيم والخدمات، سمّي بذلك لكثرة الحدائق فيه، أذكر بأنه بُني عام 2014 أو 2015 لتعويض سكان المناطق العشوائية في قاسيون. وتحدّثني ابنتي عن أحلامها... لا أذكر تماما ماذا أخبرتني، فما أن تذكر كلمة "حلم" حتى أعود بذكرياتي لعام 2011، ربما أخبرتني أنها تتمنى أن تدرس الاقتصاد في بيروت لاهتمامها بانضمام دول جديدة للعملة العربية الموحدة، أو أنها تريد التخصص في التاريخ في جامعة من أعرق وأقدم جامعات العالم في التاريخ والأدب ... جامعة القرويين في المغرب، وتستفيد من القسط الموحد للطلاب العرب. أو أنها تتمنى أن تغدو باحثة في مراكز أبحاث الفضاء المموّلة كويتيا في بغداد، أو تدرس الجيولوجيا البحرية في جامعة النيل في البحرين، أو أنها تحلم بأن تصبح فنانة، ترسم لوحات تُـكحّل العيون بجمالها، وأن تعرضَ لوحاتها في متحف من أرقى متاحف العالم، هناك، حيث تهوى أن تقضي العطلة كل صيف، قرب طاحونة باب الخليل، في مدينة تغفو الروح على مشارفها وترتاح، و يولد الجمال عربيّا خالصا كل صباح... القدس، مقر البرلمان العربي الدائم.. ونصل المدرسة وتتسلل نغمة إلى أذني لا أدري مصدرها، أهي ابنتي من تدندن بها، أم أنها تنساب من داخل المدرسة تنشدها جموع الطلّاب، أم أنها فقط نغمة ما غادرت رأسي ولا قلبي يوما، فأسترسل معها، مؤمنا بها، عاشقا لها ... موطني .... موطني....


إبراهيم الأصيل

(أرجو أن لا يعتقل أحد رجال الأمن هذا الحلم....) 




21‏/03‏/2011

لـمـحـة عـن عـيـد الـنّـيـروز والـسّـوريّـيـن الأكـراد



يُعتبر عيد النيروز من أقدم الأعياد التي يُحتفل بها ليومنا هذا، ويتشارك الاحتفال بها الفرس (النوروز) والآذاريين والأكراد والعديد من الأعراق الأخرى. ويقوم الأكراد بالاحتفال بعيد النيروز بين 18-21 آذار من كل عام بالخروج إلى الطبيعة والتجمّع واحياء الفلكلور والرقصات الكردية واشعال الشموع على الشرفات وأسطح المنازل تيمّنا بنار "كاوا". وأسطورة كاوا الحدّاد تقول بأنه كان هناك ملك آشوري قد لُعن هو ومملكته لظلمه الشديد حتى أن الشمس رفضت الشروق وكان من المستحيل نمو أي غذاء. ومن لعنة الملك أنه كان لديه أفعتين على كتفه فكلما جاعتا شعر بألم شديد ولا ترضيان طعاما إلا أدمغة الأطفال! فكان يقتل طفلين من القرى المحلية كل يوم. الحدّاد كاوا كان قد فقد 15 طفلا من أطفاله ال 16 لارضاء أفاعي الملك ولعنته. وعندما وصله الخبر بأن آخر أطفاله وهي ابنته الصغيرة سوف تُقتل قرر انقاذها بأن يضحي بخروف ويعطي دماغ الخروف للملك ويقوم بتخبئة ابنته. عندما علم أهل القرى أن خدعة كاوا نجحت بدؤوا بتطبيقها وارسال أطفالهم إلى الجبال مع كاوا. بعد مدة من الزمن صار عدد الأطفال مع كاوا عظيما فشكل من الأطفال جيشا ونزل من الجبال واقتحموا القلعة وقام كاوا بقتل الملك بيده. لايصال البشرى للأهالي قام كاوا بايقاد نار عظيمة في مشعل كبير جدا فأضاءت السماء وشرقت الشمس من جديد وأزهرت الأرض، وكان يوم النيروز والذي يعني حرفيا "اليوم الجديد" أو "الضوء الجديد". 

والسوريون الأكراد، تقدّر أعدادهم بأكثر من مليوني كردي -(9%) تقريبا من الشعب السوري- معظمهم في محافظة الحسكة وريف حلب والبقية تتوزع في كافة المحافظات. وهم يشكّلون جزءا لا يتجزأ من النسيج السوري وبصماتهم واضحة جليّة في كتابة تاريخ وحاضر هذا الوطن. فابتداءً من القائد صلاح الدين إلى البطل إبراهيم هنانو والشهيد يوسف العظمة، كان الأكراد رمزا للشجاعة والتضحية. وكما هو حال بقية الألوان في النسيج السوري المتماسك، لا تكاد تميّز بين الشخصيات الكردية وغيرها، فمن المشاهير الأكراد في سورية الفنانين عبد الرحمن آل رشي، خالد تاجا، ومنى واصف. بالاضافة للدكتور سعيد رمضان البوطي ومفتي الجمهورية السابق أحمد كفتارو، والرئيسين محمد علي العابد وحسني الزعيم، ومؤسس مجمع اللغة العربية في دمشق المفكّر محمد كرد علي ......

كل عام ووطننا الحبيب سورية بألف خير.

(الصورة التالية وجدتها على الانترنت وأحببت الفكرة) 







19‏/03‏/2011

رسـالـة مـفـتـوحـة مـن أجـل سـوريّـة

(هذا النص يُنشر بالتزامن في العديد من المدوّنات و المواقع السوريّة, إن كنت موافقاً على مضمونه ندعوك لنشره في مدونتك أو موقعك أيضاً)
إلى أبناء وطننا السوري, أخوتنا في الوطن و الوطنية بغض النظر عن أي اختلافات أو خلافات أخرى أياً كان نوعها.
في هذه الساعات الحزينة و المؤلمة بعد تتالي أحداث عنف في نقاط عديدة من جغرافيتنا, و بعد سقوط ضحايا و سيلان الدم على أرض الوطن دون مبرر, اجتمعنا, نحن مجموعة من المدوّنين و كتّاب اﻻنترنت السوريين من مختلف التوجهات الفكرية و السياسية, على مناداة إخوتنا في الوطن و الوطنية للعمل معاً كي نتجنّب المزيد من الدماء و الضحايا و الدموع و الوقوف جميعاً تحت سقف الوطن و الوطنية الجامعة بلا استثناء أو تمييز. و نودّ أن نستغل هذا النداء لنقدّم أحرّ التعازي لعائلات الضحايا و أصدقائهم و لنعبّر عن أملنا بألا نحتاج للتعزية بغيرهم في هكذا ظرف بعد اليوم.
نضع جانباً خلافاتنا و اختلافاتنا الفكرية و الإيديولوجيّة و السياسية لنجمع على موقفٍ إنساني و وطني, نرى فيه واجبنا تجاه هذا البلد الذي يحبنا و نحب, يجتمع حوله الأخوة في الوطن و الوطنية دون استثناء أو تمييز من أي نوع, و لذلك ندعو لنبذ لغة التشكيك بالآخر و وطنيته و نرفض لهجات التخوين و اتهامات العمالة و كل أشكال التحقير و اﻻزدراء و كل توجهات الإلغاء و الإقصاء و ننادي ﻻحترام وجود الآخر المختلف و حقّه في التعبير دون انتقاص منه و دون أن يعني ذلك عدم اﻻتفاق على حب الوطن و البحث عن مصلحته العليا و خيره الدائم.
إننا ندعو القوى الوطنية و الفعاليات اﻻجتماعية و مختلف فئات الشعب السوري العظيم إلى اتخاذ موقف تاريخي ﻷجل تحصين الوطن و تقوية كيانه و ترسيخ أسسه و بناء منصة اﻻنطلاق نحو المستقبل المشرق و العادل و الخيّر لبلادنا و أهلها. و لأجل ذلك ندعو للحوار الصادق و البنّاء و الهادئ في المجتمع السوري, و لتحقيق ذلك نطلب ضمان حرية التعبير و التظاهر السلمي دون كبت أو قمع, و دون أي تخريب في الممتلكات العامة و الخاصة أو مخاطرة بالأرواح و النفوس. إننا نرى في ذلك طريقاً أكيداً نحو الغد الأفضل و نتمنى لو نسير فيه جميعاً بخطى ثابتة و دون تباطؤ.

إننا ننادي للاستماع للمطالب المشروعة لفئات الشعب السوري, و خصوصاً الشباب, و ندعو الجميع للتصدي لكل محاولات التفرقة أو الإقصاء و لكل ما يسيء لوحدة صف الشعب السوري من نعرات تعصبية و طائفية و عرقية.

نتمنى لوطننا السلام و السعادة و الازدهار و اﻻستقرار, و لذلك نناشد في هذه السطور البسيطة أبناء شعبنا للوقوف معاً متحابين و متضامنين و مركّزين على ما يجمع و متحاورين على ما ﻻ ضرر في اﻻختلاف عليه. فوطننا يستحق منا ذلك.. على الأقل.




18‏/03‏/2011

بـعـض الـعـيّـنـات السّـوريّـة عـلـى الـنـت


في المجتمع السّوري على الشبكات الاجتماعية تصادف يوميا الكثير من الأشكال والألوان، البعض منها يرفع الضغط ويمكن تصنيفها لأربعة أقسام رئيسية يسرّنا أن نوضحها ونصنّفها:

القسم الأول- الـعــناتـر: الاسم مستعار والصورة رمزية، والشخص خلف هذه الستائر والمتاريس يتهمك بكافة أنواع الجبن والتقاعس وأن عليك أن تتعنتر مثله رغم أنك باسمك وصورتك الحقيقة. أو بحالة أخرى الاسم والصورة حقيقيين، ولكن الشخص مُبعد جغرافيا وأنت بنص بالبلد.

القسم الثاني- السـنـافـر: وهو طيف واسع الانتشار، ويضم العديد من الأصناف،  فتجد الأكول والكسول والشاعر والموسيقي والذكي والجميل والمتدين والظريف والمعترض - ولكن بشكل سنفوري فلا يعترض إلا على نفسه وينسب باخلاص كافة عيوب الوطن لذاته وتقصيره- . ما يوحّدهم جميعا هو السنفرة بشكل عام وعدم الاكتراث. حكمتهم المفضّلة "حط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الرّوس" والحيوان المحبّب الخروف. تتميز أيضا بضمور جميع العضلات ما عدا عضلات الوجه القادرة على الانقباض والثبات أمام أي نكتة (......) مهما كانت ملعوبة. بعضهم يحب وضع الأعلام السورية (وان كانوا يفضلون الوقوف خلفها لا أمامها). يعانون من بعض الأرق عند الليل، يتغلبون عليه ببعض اللففان والدوران والتحليلات التي يستعينون بثقافتهم لتبريرها. يمكنك التحدث معهم حول اي موضوع  شريطة أن لا يمت لشرشبيل بصلة.
يحاول تفادي الاخبار التي تزيد من أرقه ليلا، يخونه فضوله أحيانا فيقرأ خبر أو مقالة ما على عجل ويشعر بأنه لسبب ما يجب أن ينهي القراءة بسرعة ويغلق الصفحة دون ابطاء.
لديه عقدة نقص تجاه بيروت بشكل عام، وان حاول تغطيتها ببعض النكت.



القسم الثالث- الـطـنابـر: يتشارك مع العناتر في حب الهجوم ولكنه يفرغه بشكل قانوني ضد العناتر، يحب الضوجان ويرى في وجوده على المواقع الاجتماعية مكانا مناسبا لتفريغ طاقاته. بيتخيل حالو وحش وشغلة كبيرة ... كبيرة كبيرة.
تخوين الطرف الآخر ملجأه عند الازمات (وان كان يخلو من الالفاظ النابية عموما والتي تميز الصنف الرابع)، يشعر بشعور غريب لم يعتد عليه بأنه غير خائف وهذا ما يشجعه على الاستمرار. يُعتبر أكثر الانواع الاربعة اطمئنانا وسعادة بمشاركاته وهذا سبب تسميته.
بكتيري بطبعه، فلا يستطيع الحياة من دون وجود الانواع الثلاثة الاخرى وبدونها لا معنى لوجوده، فهو يريد فش خلقو بالعناتر، التشخيص أمام السنافر والتكلم بصوت عالي أمامها واثبات وجود عجز عن اثباته لسنين طويلة. وجود أشخاص من النوع الرابع يُشعره بالرهبة والأمان في آن معا. تنتشر بينهم متلازمة ستوكهولم.
حلم حياته: سيارة دفع رباعي مفـيّـمة، ويحب رؤية صُوره بالنظارات الشمسية.


القسم الرابع- العـنـاصـر: أكثر الأنواع تعبا وارهاقا، ويختلف عن جميع من سبقوا بأن تواجدهم هو مصدر رزقهم. الواحد منهم متقلب متشقلب، يمكن أن يظهر بمظهر العنتور أو الطنبور أو السنفور حسب الحاجة، ويمتلك مرونة بالتحول في أقل من دقائق حسب التكتيك. للأسف غالبا يكشف نفسه بسرعة قياسية.
يتصادم العناصر مع العناتر بشكل مستمر وكثيرا ما يتم اللجوء لألفاظ نابية وهذا ما يميزهم بسرعة عن الطنابر الذين يستخدمونها بشكل أقل. ويحاول باستمرار استدراج السنافر بكافة انواعها وفتح كافة انواع الاحدايث معها ليتأكد من أن سنفريتها ليست مصطنعة، في حين يبتعد عنه السنافر من باب بعيد عن الشر وغنيلو. هناك اشاعات عن وجود استحقار دفين تجاههم في نفوس السنافر، يُنكره السنافر أنفسهم، ويحاولون دفنه أكثر.  يقوم بتسجيل اسماء الجميع (واسمه ايضا من باب العادة) وحتى اسماء الطنابر للتأكد من أنهم ليسوا عناتر متخفين.
بعض الاسرار: يقوم العناصر بالاضافة لمراقبة العناتر والطنابر بمراقبة بعضهم البعض أيضا وهذا يزيد ظروف العمل صعوبة وارهاقا.
اللباس الرّسمي: جاكيت جلد أسود أو بني حتى في ايام الحر القائظة.



بالطبع بالإضافة لوجود مجموعة من السوريين الصادقين، مهما كانت آراؤهم وتوجهاتهم (مع أو ضد أو على الحياد)، المهم أنهم محترمون، مثقفون، يحاورن الآخر بوضوح وبتفهّم ولا يتنكّرون لضمائرهم.